فن الخزف


فن الخزف


فن الخزف في اليابان له تاريخ طويل، يمتد إلى أكثر من 12 ألف سنة. أما بالنسبة لتطور مواد صناعة الخزف فقد كانت الصين من أكبر المبتكرين لها، وكل التطور التقني الياباني جاء مباشرة من الصين وغير مباشرة عن طريق شبه جزيرة كوريا، والصين أيضاً وضعت أسلوب الخزف. وبالرغم من كل ذلك، وبينما كانت الأواني الخزفية التي ظهرت حديثاً قد استخدمت تقنية متقدمة ربما حازت على مركز عالي، فإن الموقف النموذجي لليابان تجاه السيراميك بأنه لم يتم التخلي عن عن الخزف والتقنية الموجودة، والتي بقيت لفترة غير متأثرة بالتقنيات الجديدة. وبالنتيجة، فإن الخزف الياباني أصبح غنياً بالتنوع، والمواد السراميكية المنتجة في اليابان في الوقت الحاضر تغطي أنواعاً كثيرة تمتد من الأواني الخزفية الموروثة من العصر الحجري الحديث إلى الأواني الزجاجية ذات الطراز الصيني والمطلوبة بشكل كبير.
وفي منتصف القرن السابع عشر أضيف عامل تأثير جوهري وهو السوق الأوروبي، الذي أعطى تفضيلاً خاصاً لإنتاج السلع المزخرفة المنتجة في منطقة أريتا والتي تسمى بخزف “كاكي مون”. ولقد شهد النصف الثاني من القرن السابع عشر ازدهاراً كاملاً لمثل هذا النوع من الخزف المزخرف. وقد شحنت كميات كبيرة من الخزف إماري وخزف كاكي مون إلى أوروبا من جزيرة كيوشو في جنوب اليابان. أما في مدينة كيوتو فقد تطور شكل شائع من الأواني الخزفية أو الخزف الحجري المزخرف ويعرف بـ(كيوياكي). خلال ذلك كان هنالك بعض المحاولات المحدودة لإنتاج الخزف الصيني مثل خزف كوتاني لمنافسة الخزف المسيطر المنتج في أفران مدينة أريتا.
ويمكن أن يقال عن فن الخزف الياباني الحديث إنه ابتدأ في أوائل عام 1900 مع ظهور ” مشعل الخزف” باسم وطراز فريدين. وفي القرن العشرين كان مجيء مشعل الخزف إلى صناعة الخزف بالاكتساب وليس بالوراثة ، والأسلوب الانتقائي النموذجي أسس على معرفة قوية بتاريخ صناعة الخزف الياباني. ومنذ 1926 بدأت حركة صناع الموروث الفني ترعى الاهتمام بالقيمة الجمالية للعمل الحرفي والمهارة التقليديين وقامت بعمل المواد النموذجية للاستعمال اليومي، كانت من ضمنها أعمال الخزف. وتعتبر مدينة ماشيكو الواقعة في محافظة توتشيغي من المراكز المشهورة التي تضم أفران خزف شعبية، حيث درس فيها العديد من الفخارين الأجانب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق